نتائج الغضب على النفس والاطفال
الحنق يسرق منا أجمل الأوقات وأحلى اللحظات والأهم من هذا كله انه قد يُفقدنا من نحب! نعم قد يتوقف القلة عن حبك نتيجة لـ غضبك وتقطيب جبينك الدائم! وقد يدمر ذلك الشأن عائلتك وأطفالك! أطفالك الذين لم يعرفوا ابتسامتك، ولم يعهدوا منك سوى هذه الإبتسامة الساخرة من جهلهم في مواجهة ضيوفك المقدسين! إن غضبك لن يجعل حياتك أفضل ولن يجعل الأشياء من حولك تطير إليك مسرعة لتسقط بين يديك!
بمعنى أن غضبك ليس حلاً لمشكلاتك اليومية ومعضلات حياتك..فلنتنفس الصعداء إذن، إنها قد كُتبت من قبل أن تنجبنا أمهاتنا فلا احتياج لتدمير ماهو جميل من حولنا، ولننظر لدنيانا بعيني المؤمن الشديد القادر على الإنتصار وفرض السيطرة على غضبه. ولسنا بغافلين من غير شك عما يسببه الحنق من الأمراض العضوية والمزمنة، والأهم من هذا ما قد يعكسه الحنق على أطفالنا وعائلتنا الحبيبة من انعدام السكون النفسية والتفكك الأسري.
وفي أحيانٍ كثيرة، كما يقال يصبح “لكل تصرف ردةُ إجراء” ويصبح لكل نوبة حنق ردة إجراء مدمرة بعيدة النطاق.. فيكبر هذا الطفل مهزوزاً وتكبر هذه الطفلة مكسورة من الداخل جراء ما تشاهده أعينهما من تزعزع مفهوم المودة والرحمة بين الأبوين، وهذا نتيجة لنوبات الحنق المتكرره، الأمر الذي يؤثر سلباً على الأولاد من الناحية النفسية.
وقد يولد هذا الحنق غضباً آخر لدى الأولاد بمظاهر مغايرة كما تصفها جودانف على حسب الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي كما يلي:
“أما التعبير عن الحنق في فترة الطفولة المبكرة فيبدو كالتالي:
–أشكال صوتية: كالبكاء والصراخ.
–أشكال حركية: وهي الأغلب عشوائية وغير مترابطة كالرفس، العض، والإلقاء بنفسه على الأرض.
–سلوك عدواني: تحطيم وإعطاب ممتلكات.”
الحنق في الطفولة المتأخرة:
يمتاز الحنق في تلك المرحلة بما يلي:
-يصبح محدداً؛ فهو موجه باتجاه شيء أو فرد محدد، أي يبتعد عن العمومية والعشوائية.
-تصبح الإشكالية المتصلة بالعلاقات الاجتماعية من أكثر العوامل المثيرة للغضب.
-حنق الطفل من زملائه الذين في سنه زيادة عن غضبه من الكبار.
أما التعبير عن الحنق فهو يتركز كالتالي:
-المضايقات الكلامية.
-السخرية.
-الذهاب بعيدا عن التعبير الجسمي والحركي.”
أما في فترة المراهقة فتظهر مسببات الحنق، وفق جودانف، لدى المراهقين كما يلي:
-تهكم ومضايقة الزملاء.
-تدخل وتحكم الكبار وفرض الهيمنة عليه.
-أشكال البغي والحرمان خاصة على أسرهم.”
في حين تظهر أشكال الحنق لدى المراهقين، وفق جودانف، كالتالي:
-يختزن الحنق إلى مرحلة، أي أنه لا يغضب على الفور.
-يتواصل غضبه مدة أطول، أي لا ينقضي بشكل سريع.
-مرات حدوث الحنق عنده أدنى، فهو أكثر اتزاناً من الطفل الضئيل .”
وقد تتشابة أشكال التعبير عن الحنق نحو المراهقين مع أبائهم في بعض الأحيانً فتكون كما يلي، وفق جودانف:
-الذهاب للخارج من البيت (الحرد).
-الانهماك في أفعال تبعث على الحنق.
-ألفاظ باطنها التهديد والتهديد.
-العبوس والغيظ العنيفة.
-النكوص إلى التصرف الطفولي.
-الاستجابة بحركة عصبية.
-البكاء نحو الحنق القوي وعدم تفريغ الشحنة.”
في حين تشاهد جودانف وفق الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي مايلي: “إن اعداد الحنق، تقل بتقدم السن، لأن هذا يجعل الطفل أكثر واقعية وتفهمّا للمواقف الاجتماعية، كما يسعى الطفل أن يعبّر عن ألمه بأشياء أخرى غير الحنق. وتبيّن أن الفتيات أدنى من البنين في الاستجابة للغضب بعلم النفس السلوكي.”
وفي أحيان كثيرة ينبسط نفوذ الحنق على الأولاد ليخلف أثراً عضوياً، فيصاب الأولاد ببعض الأمراض العضوية كالتبول الليلي لدى الأطفال، مثلاً، نتيجة للضرب المبرح والعنف أثناء نوبات الحنق هذه.
ولعل من أفضَل مسببات الحنق هي بعض الطقوس السيئة كالتدخين وتناول المأكولات المملحة والتي تكون السبب بصعود ضغط الدم المفاجيء، إضافة إلى بعض الأمراض العضال كالسكري واختلال التوازن الهرموني لدى القلة الأمر الذي يعتبر من معكرات المزاج. لكننا نتحدث هنا إلى هذه الفئه الغاضبة على الدوام والخالية من هذه الأمراض المسببة للغضب!
ها قد أدركنا معاً أن صحتنا وصحة أبنائنا ومستقبل أسرنا في خطر نتيجة غضبنا. فلنوقف هذا الحنق هذه اللحظة! ولنأخذ نفساً عميقاً ولنتخيل ما سوف يأتي ذلك عندما نبتسم! لا شيء سيُذهب هذا الإزدحام المروري مثلاً، ولا شيء سيجعل الوقت يمضي سريعاً من أجلنا. فلنبتسم إذن حفاظاً على صحتنا وحياتنا، ولنحمل هذه الإبتسامة إلى منازلنا وليراها أبناؤنا وكل من حولنا، وليذكروا هذا الوجه الباسم نحو وفاتنا عوضاً عن انعقاد حاجبينا!
تعليقات
إرسال تعليق