احتباس السوائل فى البطن
احتباس السوائل
احتباس السوائل (Ascites) هو تراكم اعداد عظيمة من السوائل داخل حدود منطقة البطن (peritoneal cavity)، تكون السوائل صافية ولونها مائل إلى الأصفر الباهت، وإنّ الداعِي الأكثر شيوعًا لذلك العَرض هو تشمّع الكبد (cirrhosis)، ولكن هناك أمراض أخرى قد تُسبِّب ذلك العَرض كالسرطانات ومشاكل الفؤاد والفشل الكلوي، ورغم أنّ آلية حدوث ذلك الاحتباس لم تزل غير مفهومة إلى أن هذه اللحظة، إلّا أن الفرضيات العلمية تقتضي أن الداعِي يكمن في صعود ضغط الدم في الوريد البابي (portal vein) وهو الذي يحمل الدم إلى الكبد، وهناك فرضيات أخرى تعزو الداعِي إلى احتباس الماء والأملاح في الجسد لسبب كلوي أو اختلال في عمليات الأيض.
مظاهر واقترانات احتباس السوائل في الجسد
ليست هناك مظاهر واقترانات مصاحبة لاحتباس السوائل في الجسد، خصوصًا في وضعية كانت اعداد السوائل متوسطة نسبيًا، إلا أن في حال تراكم المزيد من السوائل واحتبست داخل التجويف البطني، فستظهر بعض المظاهر والاقترانات التي قد تتقاطع مع بعض الأمراض الأخرى، ومن الممكن التحقّق منها على وجه الدقّة في التشخيص التفريقي الذي يقوم به الأطباء عادةً، ومن تلك المظاهر والاقترانات: 1)
مبالغة في مقاس الخصر والحجم على العموم.
وجع داخل حدود منطقة البطن.
انتفاخ البطن.
ضيق في التنفس (Dyspnea)،
مبالغة الضغط على عضلة غطاء الرأس الحاجز وخطورة حدوث مضاعفات في الرئة كالاستسقاء الرئوي.
عوامل احتباس السوائل في الجسد
تتعدّد عوامل احتباس السوائل في الجسد، وفي أكثرية الأحيان تكون العوامل متعلقة بالدم على العمومٍ أو أيّة مشاكل مرضية في الأوعية الدموية (Vascular causes)، ومن الممكن أن ترتبط العوامل بأنواع غير مشابهة من السرطانات، ومن تلك العوامل: 2)
مشكلات في الكبد كتشمّع الكبد.
صعود ضغط الدم في الوريد البابي (portal vein)، وهو الوريد الذي يحمل زيادة عن 75% من الدم إلى الكبد، حيث يكون ذلك الدم مُمتَلِئًا بمخلفات عمليات الهضم والمحتوى الهضمي إضافة لبعض السموم.
حالات من الاستسقاء (edema).
تناقص معدلات بروتين (albumin) في الكبد، وهو البروتين الرئيس الذي ينتجه الكبد.
الأورام الكبدية.
التجلّطات الكبدية.
سرطان البنكرياس.
سرطان المعدة.
سرطان الضرع.
سرطان الرئة.
سرطان المبيضين.
التهاب البنكرياس الحاد.
احتباس السوائل للحامل
إن دراسات عدة لحالات احتباس السوائل للحامل (Ascites in pregnancy) تقترح عدم وجود نفوذ سُميّ على الجنين، أو على الحامل ذاتها في وضعية احتباس السوائل البطنية، وقد رجّحت الدراسات أنّ هناك عدّة عوامل تُفسِّر ذلك الاحتباس، وهي كما يلي: 3)
هبوط معدلات بروتين مصل الدم مع تغيّر في نسبة بروتينات الألبومين/الجلوبولين.
مشكلات في الكبد نتيجة تجلّطات في الوريد البابي.
تركّز عدد كريات الدم الحمراء والهيموغلوبين.
احتباس السوائل قبل الدورة
إن تراكم بعض السوائل في المساحة الخلفية من البطن يُرافِق في بَعض الأحيان حالات نادرة من الدورة الشهرية نحو الإناث، وتتسرّب تلك السوائل عبر قناة فالوب إلى التجويف البطني، ويؤثر ذلك التكدس على وضعية الضخ الدموي وانسلاخ بطانة الرحم، الأمر الذي يُسبِّب بعض الأوجاع فضلاً عن الأوجاع الاعتيادية التي تسبّبها الدورة، بعض الحالات أيضًا يُرافقها نزيف دموي وسطي. 4)
دواء احتباس السوائل
إن تخفيض اعداد الأملاح في الأكل تُعد أكثر أهمية خطوة في دواء احتباس السوائل في البطن، حيث أن المقدار المُعتمَدة للفرد البالغ متكرر كل يومًا غرامان لاغير، ويُفضَّل استشارة اختصاصي تغذية لوضع برنامج غذائي يتم فيه تجنّب الأغذية ذات المحتوى العالي من الأملاح، وفي بعض الأحيان يتطلّب استعمال مُدرّات للبول وهذا لأجل أن يتم إنقاذ العليل من مقادير الماء الزائدة في التجويف البطني عبر طرحها مع البول خارج الجسد، وفي حالات متقدمة ومستعصية من احتباس السوائل يتم اتخاذ إحدى الوسائل الآتية
عملية البزل (Paracentesis): من حين لآخر تواصل السوائل في التكدس في التجويف البطني رغم استعمال مدرّات البول وتخفيض اعداد الملح في الأكل المتناول متكرر كل يومًا، وفي تلك الوضعية المتقدمة لا بُدَّ من فعل عملية البزل البطنية، حيث يتم إدخال إبرة عظيمة في التجويف البطني لإزالة السوائل على نحو يدويّ وإرجاع كمية البطن إلى الحال الطبيعي.
التدخّل الجراحي: يتمثّل التدخّل الجراحي في زراعة قناة ضئيلة بين الوريد البابي (Portal vein) وعروق أخرى قريبة منه وصغيرة الكمية، حيث ينتج عن هذا تخفيض الضغط الدموي في الوريد البابي وارتفاع تدفّق الدم إلى الأعضاء الأخرى من خلال تفعيل الدورة الدموية في الأعضاء الداخلية، وينجم عن هذا مبالغة في نشاط تلك الأعضاء الداخلية أو الحشوية كالكلى مثلًا، بحيث تقوم بوظيفتها على باتجاه أفضل -نحو تبلغ أحجام أضخم من الدم لها- وتُصفّي الدم من السموم والملوثات والأملاح على نحو سليم أضخم، وإن تخفيض احتباس الأملاح -كما تمّ أوضح هذا أسبقًا- بواسطة طرحها خارج الجسد مع البول يؤدي لتخفيض احتباس السوائل في البطن.
زراعة الكبد (Liver transplant): ترتبط عملية زراعة الكبد مع حالات التشمّع المتقدمة جدًّا حيث يفشل الكبد على أكمل وجه في تأدية وظيفته، ويرتبط الفشل الكبدي هنا بزيادة تراكم السوائل في المساحة البطنية، والدواء الأوحد يكون بزراعة كبد أو قسم من كبد سليم مُعافى قادر على النمو والرجوع لأداء وظائفه الحيوية في الجسد.
تعليقات
إرسال تعليق